المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2017

دولة الكيان الإيراني.. وهدم جدار «حقوق الإنسان» بمعول الطائفية

صورة
«رمتني بدائها وانسلت» هو المثل الذي فجره المشهد الأخير  بين الرياض وطهران، بعد أن أعدمت المملكة العربية السعودية رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، بتهمة الإرهاب، فما أن تم تنفيذ حكم الإعدام إلا وقامت الدنيا ولم تقعد، وانتهزت إيران الفرصة لتشجينا بلحن حقوق الإنسان الذي لم تصن هي له حرمة، ولم تراع فيه أحدًا، لكن حرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس. هذه الأزمة الأخيرة التي اتهمت فيها إيران المملكة بانتهاك الحريات، فتحت المجال لفضح الانتهاكات الإيرانية تجاه حقوق الإنسان وتجاه السنة، خاصة داخل الدولة الفارسية التي لم ولن تتخلى عن نهجها في محاولة انتهاك حرمة من تحت يديها أو المجاورين لها، فإيران تسير  على خطى دولة رستم، وعلى نفس نهجه القديم الذي اتبعه مع المجاورين له في محاولة لإذلالهم وفرض نفوذ دولة كسرى عليهم. قال لي محلل سياسي عراقي، إيران التي تتهم السعودية بإعدام رجل دين شيعي، أعدمت قبلها 40 رجلَ دين سنيًّا على مرأى ومسمع من الجميع، فضلا عن انتهاك حرمة المسلمين المخالفين لنهج ملاليها واعتقاداتهم في عبادة القبور والأضرحة والمتشيعين للإمام علي وأبنائه من بعده رضي ال...

بعد تصريحات العجاتي.. هل يمكن أن تتصالح الدولة مع الإخوان؟

صورة
فجرت التصريحات التي أطلقها المستشار مجدي العجاتي وزير الدولة للشؤون القانونية ومجلس النواب، بشأن التصالح مع الإخوان، العديد من ردود الفعل بين الأوساط السياسية، فلم يكن يتوقع أحد أن تخرج مثل هذه التصريحات من أحد المنتسبين للحكومة والدولة، فقد اعتبر بعضهم أنها تغيير في توجهات الحكومة يعكس رغبتها في المصالحة مع الإخوان، مرجعين ذلك إلى مدى أهميتها لعبور الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، فيما رهن آخرون جدية الحكومة في هذه الخطوة على ما تتقدم به من مشروع لقانون العدالة الانتقالية، يحقق المصالحة الوطنية، لكن رفض البعض فكرة التصالح مع من وصفهم بملوثي اليد بدماء المصريين. فكرة المصالحة مع الإخوان التي تحدث عنها العجاتي والتي قال عنها «لا مانع من التصالح مع الإخواني إذا لم تُلوث يده بالدم، لأنه مواطن في النهاية»، لم تكن وليدة اللحظة، لكن تحدث عنها الكثيرون من العاملين في الحقل السياسي من قبل من أوساط الدكتور حسن نافعة، والدكتور سعد الدين إبراهيم وغيرهما، لكن في النهاية لم تلق ظهيرًا شعبيًا ولم تجد من يشجعها في ظل اعتراض الكثيرين من الأوساط السياسية والإعلامية عليها. لكن ما...

أبدًا لن تكون «حلب» خاوية على عروشها

صورة
ظاهريًا، على خطى الأندلس تسير حلب الأبية محطمة وممزقة، بعد أن أصبحت قنصًا سهلًا لطيران روسيا، و«ميليشيات الأسد»، وزبانية إيران، وقوات «الحرس الثوري» و«حزب الله»، وسط صمت العالم، الكل يسعى لاغتنام الفرصة وتقطيع أوصال البلدة التاريخية التي يعود تاريخ أسواقها فقط لـ 4 آلاف عام. تمزقت حلب، واشتكت آثارها ومساجدها وقلاعها وكنائسها، وأصبح الطيران الروسي الذي كان يحمل العتاد لتل أبيب لإطفاء حرائقها المشتعلة، هو ما يشعل حلب الأبية، وتعدى الأمر قتل المعارضين الذين يدافعون عن بلادهم ضد إجرام هؤلاء الطغاة، لقتل الأطفال والشيوخ والنساء، وحتى الطواقم الطبية لم تسلم، وأصبحت المدينة خاوية على عروشها، بل أصبحت أثرًا بعد عين. دمرت الحرب معالم حلب الأثرية التي تُعدُ روح المكان وتاريخه، وطال التشويه منذ قرابة الأربع سنوات كل شيء من المعالم المدرجة على لائحة التراث العالمي للإنسانية، مثل قلعتها التاريخية، وبواباتها القديمة، وأسواقها، وخاناتها، التي كانت وجهة رئيسة للسياح من كل أنحاء العالم. فجامع دمشق الذي اقتحمه «حافظ الأسد» عبر أحد ضباطه ويدعى «سليم حاطوم» بدبابته وقتل المصلين به، اقتحم مثله نج...

اللغة العربية.. بحر لا آخر له

صورة
أتعجب ممن يحسنون الكتابة ويشكلون بأقلامهم قصصًا وخيالات وينسجون أحاديث قد يعجز اللسان عن صياغتها، وعندما تنظر إلى كتاباتهم تتمنى أن تصل لربع ما يفعلون، الأغرب ليس في إبداعاتهم وأسلوبهم الراقي والمميز في الكتابة، لكن في خزينة الأسرار التي يملكونها من اللغة، وتلك الحصيلة الهائلة من المرادفات والجمل التي يستطيع أن يضعها ذلك الكاتب في المكان المناسب وبالطريقة المناسبة. فارق ما بين كتاب زماننا وكتاب الأزمان الماضية، هو هذه الحصيلة الهائلة والكم الكبير الذي ملكه هولاء العظماء القدامى، من مفردات اللغة وأسرارها وغرائبها ومتشابهها، فتجدهم يضعون الكلمة ومفرداتها ومعانيها، تباعًا دون أن تستشعر أنت ذلك التكرار لكنه يحدث بالفعل، فهو تكرار يؤيد الفكرة والمعنى الذي يريدون، بشكل رائع وسلس، وعندما تقرأ تشعر كأنك وسط بحر هائج. ما يعيب كتاب عصرنا -إلا القليل- أنهم على الرغم من جمال عباراتهم وسلاسة موضوعاتهم إلا أنهم بخلاء في حصيلتهم اللغوية ومرادفاتهم من الكلمات التي يضعونها، وإن حاولوا وضعها يستشعر القارئ هذا الأمر ويمكن أن يكون ناقدًا ويتساءل لماذا هذه الكلمة وهي قد وضعت من قبل؟ ما جع...