حوار الأموات


المكان مقبرة في مدافن الإمام الشافعي
الزمان يوم الجمعة 17 مارس 2017 بعد آذان المغرب

(1)  اللقاء
صوت همهمات وحركة داخلية وأصوات متداخلة علي جي علي جي، المقبرة تفتح ويدخل علي، الكل في استقباله خاصة اخوته أحمد وراشد وابوه الحاج عيسى الكل في انتظار ما بين فرح باللقى وأسى على ما عاناه قبل موته.
الكل يجري ليصافحه ويسلم عليه.
أحمد من بعيد: عامل إيه يا علي حمدالله على السلامة.
راشد: إزيك يا علي رايح على فين؟
نفيسة: ما تيجي يابن عمي أنت رايح فين علاطول كده ماشي لسنا ما سلمناش عليك.
وفجأة يقطع هذه الأصوات المتداخلة صوت رجل كبير في السن اسكتوا وادعوا لأخوكم عشان داخل الامتحان دلوقتي! الكل يزعن لهذا الشيخ الكبير ويصمت ويدعوا في وقت واحد ربنا معاك يا علي.
راشد: إيه يابا في إيه؟ عاوزين نسلم عليه بقالنا زمن كبير ما شفنهوش، وبعدين خلاص إحنا دلوقتي مش في مكان خصومة لو كنا زعلانين مع بعض في الدنيا فالوقت ده ما فيهوش زعل.
يقاطعه الأب عيسى: اخوك داخل امتحان يا راشد، وأنت كنت في مكانه في يوم من الأيام، وكلنا كنا مستنيينك وبندعيلك، اقعد جنب أخوك أحمد وأدعو له عشان الامتحان على وشك البدء.
بعد الامتحان ..
يأتي علي متهللا، والكل في نفس واحد إيه الاخبار يا علي؟ الامتحان كان عامل إيه؟ فيجيب الحمد لله!
تبدأ السهرة بلقاء الاحبة والسؤال عن الأهل والأحباب والدنيا والمشاغل وعلي يجاوب هذا ويرد على ذاك، ويسأل عن اللي مش موجود وفجأة يقطع الجلسة صوت نفيسة سيد عامل إيه يا علي.
علي: بصوت حزين كان نفسي اشوفه قبل ما أموت، ده حتى الحاج سيد صاحبي أول ما جالي زيارة سألني هو فين حبيبك سيد، انتي عرفتي إنه سافر السعودية، وعلى فكرة كان قايلي هبعتلك تيجي، بس أنا متوقع إنه هيعملي عمرة.
نفيسة: ده معداش عليا قبل ما يسافر عشان يسلم عليا وعلى أبوه، ياشيخة سبيه ده الله أعلم بيه كان مشغول شوية منتي عارفه كان بيحبك قد إيه، ده بيقولي من ساعة ما مشيتي من الدنيا دي، وهو ما بيعرفش يدخل الشقة ولا يبيت فيها.

نفيسة: والله حاسة بيه وعارفاه بس نفسي اشوفه ويزورني زي أخواته مع إني عارفة انه ما بيستحملش وممكن دموعه تنزل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بخل «الأسايطة والدمايطة» صنعة أم عادة ؟

عندما عيرتني زوجتي!

ماذا أصابك يا وطن!