بين الكذب والمجاملة.. «يا مآمنة للرجال يا مآمنة للمية في الغربال»


في واقعنا وفي عالمنا الآن أو في الماضي كان الكذب ومازال هو أداة الخروج من المآزق والمشكلات، خاصة مع النساء لذا جاء المثل الشهير الذي تردده النساء في كل وقت وحين “يا مآمنة للرجال يا مأمنة للمية في الغربال”، وهي جملة أو مثل يطلق ليدل على عدم ثقتهن بالرجال على الرغم من اعترافهن بأن هذه ليست حال كل الرجال.
إلا أن الكذب الذي يحدث من قبل الرجل على زوجته يمكن أن يكون له ما يبرره، فبعضهم يرى أن الشرع أجاز له الكذب على زوجته ليرضيها أو ليقنعها بشيء ما، وحتى يشعرها بالاكتمال والرضا، لأنه إن صارحها بالحقيقة ربما قامت القيامة في البيت، وقد يكذب أحدهم على زوجته ليس لعلمه بالشرع لكن هو الواقع المرير في الحياة الزوجية، كما يدعي البعض، وقد يكون الكذب هو ديدن وعادة من قبل رجال أصحاب عيون زائغة وهناك حالات كثيرة يكذب فيها الرجل على المرأة سنذكرها.
لكن السؤال.. هل بالفعل تحتاج الزوجة من زوجها أن يكذب عليها ليرضيها؟ يمكن الجزم بأن الإجابة نعم، فهذا هو الشائع والعام عند النساء فكثير من السيدات يرغبن أن يسمعن كلمة مدح من أزواجهن حتى على سبيل المجاملة أو حتى الكذب.   
أنواع الكذب
دائما ما تهتم الزوجة بشكلها ومظهرها وتحتاج من زوجها أن يجاوب على أسئلتها، فمثلا تقول له هل أنا سمينة؟ وقد تكون سمينة بالفعل، وهنا يكذب بعض الرجال وتكون إجاباتهم الممزوجة بالتأفف، أبدا ياحبيبتي ده أنتي غزال، وتعلم الزوجة أنه زوجها كذاب، لكنها تحب أن تسمعه يقول ذلك. 
ولعل أشهر أنواع الكذب من قبل الرجل على زوجته، هو المرتبط بالطعام لاسيما إذا تعود الرجل من زوجته عدم إجادة الطهي لكن إن صارحها بالحقيقة ربما تغضب ويتحول الوضع لمشكلة لا حل لها.
تقول الزوجة لزوجها إيه رأيك في الأكل النهاردة؟ وتخرج الإجابة من حلقه بمرارة، زي العسل! انتي أحسن واحدة شفتها بتطبخ في حياتي، «قمة الكذب الموجود في الدنيا».
أيضا علاقات الرجل بالنساء متعددة ولا تنتهي سواء في الجامعة أو في العمل، ولعل زواجه من زوجته جاء على إثر تعارف من ذلك النوع، وتعلم زوجته بذلك لكنه تريد أن تضعه في «خانة الليك» كما يقال، فتقول له أنت بتحبني وقطعا الإجابة نعم، لكنها ثرثارة لا تكتفي بذلك فتقول له أنت تعرف ستات غيري؟ يتنهد تنهيدة الرجل المعروفة ثم تاتي الإجابة الكاذبة –مش كل الرجال طبعا- أبدا أنتي حبي الأول والأخير.
لكن قد يلجأ الرجل للكذب للخروج من مأزق حقيقي، قد يكون مرتبط بإشكالية بينه وبين زوجته، خاصة إذا اشتعل الخلاف في وجود أحد أفراد العائلة، وعلا صوت الزوجة بالغضب والاتهام، وربما بالألفاظ الخارجة أيضًا، فربما لا يجد الرجل العاقل غير الكذب واختلاق الروايات غير الحقيقية حلا بديلا، حفاظا على كبريائه وهيبته أمام الآخرين.
تحليل اجتماعي
يقول صالح الحربي -مستشار علاقات أسرية- أن الكذب في أصله لا يجوز، وليس من صفات المسلم، وقد أجازته الشريعة في حدود ضيقة لأجل المصلحة العامة التي تعني بالإصلاح وتآلف القلوب، مضيفاً أن الكذب كسلوك اجتماعي, وهو فعل إسقاطي يلجأ إليه بعض الناس كنوع من كمال الذات، أو قد تكون حالة مرضية, أو لمجرد تقريب وجهات النظر بين الطرفين, مبيناً أنه كلما استخدم أي طرف الكذب فهو لإخفاء نواقص شخصية, إلى جانب أن الكذاب يحاول إثبات فكرة من خلال هذا السلوك، مشيراً إلى أن المجتمع يشجع كثيرا على الكذب، ومثال ذلك كثير من أقوال الرجال لبعضهم: “ليس كل شيء تقوله لزوجتك”، أو “جرعة من الكذب مفيدة لاستمرار زواجك”، أو “ليس كل ما يعرف يقال”، ذاكراً أن هناك من ينظر الى الصريح على أنه أهبل وقليل الخبرة في الحياة، بل ولا يحسن التصرف، وهذا للأسف الشديد ما يؤدي الى ارتفاع نسبة الكذب في المجتمع.
ذكاء بالفطرة
وكشفت دراسة أجراها أحد المراكز المتخصصة في البحوث والدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية، أن الرجال أكثر مهارة ومقدرة على الكذب مقارنة بالنساء، إلاّ أن دراسة أخرى أثبتت قدرة المرأة على كشف كذب الرجل، حيث إنه أثناء التواصل وجهاً لوجه بينهما تُشكل الإشارات غير اللفظية من 60- 80% من تأثير الرسالة، بينما تشكل الأصوات والكلمات النسبة الباقية، وهنا يعمل جهاز المرأة الحسي على التقاط هذه المعلومات وتحليلها، كما أن القدرة على الانتقال السريع بين شقي الدماغ يجعل عقلها أكثر قدرة على دمج وفك ثغرات المعاني اللفظية والمرئية وغيرها، وبعبارة أخرى نستطيع القول إن حاسة المرأة السادسة تمكنها من كشف الكذب، حيث كشفت الدراسات أن 60% من النساء العربيات يتمتعن بها.
في النهاية.. الكذب مرفوض وممنوع لكن كل الرجال يكذبون على اختلاف نياتهم، فهناك من يكذب من أجل الإصلاح، وآخر يكذب من أجل الكذب، لكن الأهم أن ترضى المرأة بحالها ولا تجبره على فعل ذلك مرارا وتكرارا، لأنه ربما ينهار وينوي الصدق وهنا قد تحدث الكارثة!!!
http://www.roayahnews.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B0%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%A2%D9%85%D9%86%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%A2/

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بخل «الأسايطة والدمايطة» صنعة أم عادة ؟

عندما عيرتني زوجتي!

ماذا أصابك يا وطن!