في «رحاب الله» رغبة ورهبة

انطلقت الرحلة من الرياض متوجهة إلى المدينة، الجميع في ترقب وشوق وحنين، خاصة من يذهبون للمرة الأولى للعمرة، ورؤية بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم كأمثالي، شعور يهزك ويزلزلك خاصة عندما ترى اليافطة المكتوب عليها المدينة من هذا الاتجاه، ومكة في هذ الاتجاه، بعد سنين طوال من العمر ترغب في العمرة لكن يحول بينك وبينها مشكلات وظروف، فمرة أسعار الطيران، وأخرى ظروف العمل، ومرة التأشيرات متوقفة، وهكذا. لكن عندما ذهبت إلى الرياض ووقعت عيني للمرة الأولى على اليافطة الإرشادية التي تدلك على طريق مكة، قلت سبحان الله اقتربت المسافات وهانت العثرات لم أصدق نفسي، فها هو الحلم أصبح تحقيقه قريبا، والحواجز قد أزيلت، والحجج قد تهاوت. لكي أكون صادقا، لم أترك بلدي رسميا بهدف زيارة بيت الله الحرام وعمل العمرة لكن النية كانت كذلك، ولربما كثرة الأمنيات والنية –أحسبها سليمة سائلين الله الإخلاص- المتعلقة بزيارة الكعبة وملئ العين بها، ورؤية قبر النبي صلى الله عليه وسلم، قد تكون سببا لاستجابة الله لنا. وعندما تقرر ميعاد الرحلة القلب ارتجف والبدن اقشعر، وحديث النفس بدأ هل سأرى الكعبة ذلك البنيان...