في المترو.. قعدة الرجالة ما تتعوضش
كثير من السيدات يكرهن الرجال، يمكن أن يكون ذلك بسبب مواقف شخصية حصلت معهن، أو بسبب المواقف الخاصة بالتحرش، الأمر الذي جعل كثير من السيدات على وجل من التعامل مع الرجل، لأنه من وجهة نظرهم متحرش وكائن من زمن آخر.
على الرغم من هذه الفكرة من قبل النساء عن الرجال لكن أجاد أجزم أن أكتر من 90% من رجال مصر طيبون وودودون، وتظهر مشاعرهم الجارفة أكثر في مترو الأنفاق، وقطعا الكل يعرف ذلك، فقط نذكر القراء أن هناك عربتان مخصصتان للسيدات في المترو، كانتا قديما بعد كابينة السائق لكن بسبب مشكلة وقعت بينهن، أدت لاصطدام المترو بالحاجز في آخر الرصيف تم نقل العربيتين للوسط.
في المترو مبدأ معمول به.. وهو الفصل بين الرجل والمرأة.. هذا المبدأ الذي لم تعرفه أي وسيلة من وسائل المواصلات المصرية، سوى مترو الأنفاق من خلال عربة السيدات الخاصة، ورغم أنه ليس لزاما علي السيدات والفتيات أن يركبن هذه العربات، إلا أن القانون يلزم الرجال عدم ركوب هاتين العربتين المخصصتين للسيدات، حتى الساعة التاسعة مساءً.
ودائما ما تسمع هذه العبارة «لو سمحت أنزل دي عربية السيدات» هذه الجملة رغم صغرها لكنها تحمل في طياتها كما من الحقد والكراهية وربما الرعب والوجل، وكأن الرجل يدخل على هذه السيدة غرفة نومها، لذلك تثير هذه الكلمة غضب كثير من ركاب مترو الأنفاق من الرجال، خاصة إذا تعرض أحدهم للضرب والسباب والشتائم إذا رفض النزول، إلا أن بعض الرجال يتطاولون على السيدات الراكبين، ويضربون بالقانون عرض الحائط، متحججين بمقولة «اشمعنى هما بيركبوا عربيات الرجال».
لن نخالف القانون لكن المهم هنا.. وهذا هو السؤال لماذا لا تفضّل بعض السيدات الركوب في العربات الخاصة بهن؟.
قد تأتي الإجابة من البعض أنه بسبب الزحمة عندهن، لكن أؤكد أنه في أوقات كثيرة يكون الوضع غير مزدحم، ومع ذلك تصر بعض السيدات على مخالطة الرجال في عرباتهم.
وأؤكد أن السبب الرئيسي لركوب السيدات عربات الرجال، أن الرجل غيور ولديه طابع الحمية والرفق وما أن تلمح عيناه امراة سواء كان شابة أو طاعنة في السن إلا وتتحرك لديه مشاعر النخوة والرجولة، وسرعان ما يقوم من مقامه ليُجلس مكانه تلك السيدة.
وهذا الأمر تؤكده السيدات أنفسهن فعند سؤالهن لماذا تتركن عرباتكن لتركبن عربات الرجال؟ تأتي الإجابة من غير تردد، أنه لا يوجد تقدير بين السيدات وبعضهن إلا في أضيق الحدود، ولا يمكن لسيدة أن تقوم لغيرها حتى لو كانت طاعنة في السن أو تحمل بين يديها طفلا.
على العكس.. إذا حاول أحد الرجال خطأ كان أوعمدا أن يقترب من عربة الستات وجد كل أنواع الهجوم وربما تعرض للضرب، وقد تسارع إحداهن للإبلاغ عنه كانه لص، فضلا عن نظرات الترقب والاشمئزاز، ويكون هذا الرجل هو فاكهة الموسم إذا قبض عليه من شرطة المترو، هذه الرغبة نحترمها جميعا فهي الحرية في أسمى معانيها من كارهي الرجال.
من جهتها حاولت شرطة المترو تنظيم العمل في المترو وترتيب عملية الركوب ومنع أحد الجنسين من الركوب في عربة الآخر، لكن هذا الأمر سبب مشكلة كبيرة وسادت حالة من الاستياء بين السيدات أنفسهن، فقد قامت الشرطة الداخلية فى المترو في وقت سابق، بنشر عدد من العساكر على طول محطة السادات في الاتجاهين إلى حلوان والمرج، وتحذير النساء من الركوب فى العربات الأخرى، والتأكيد على اكتفائهن بعربات السيدات فقط، منعا للتحرش.
أدى هذا الأمر إلى تكدس غير مسبوق للنساء في المحطة مع عدم قدرتهن على ركوب المترو كلما وصل بسبب التزاحم الرهيب، الامر الذى دفع عدد منهن لرفض هذا التوجه الذي أدى لتعطلهن عن العودة إلى البيوت، وطالبن قبل تنفيذ مثل هذا التوجه بضرورة توفير عربات كافية للنساء فى المترو، وقالت إحدى السيدات ان منع ركوبهن مع الرجال مخالفة صريحة حيث أن المترو بجميع عرباته هو مشترك بين الرجال والنساء، وأن العربتان المخصصتان للنساء لا تكفيان لكل الفتيات والسيدات اللاتي يستخدمن المترو يوميا.
وطالبت سيدة أخرى، بتقسيم المترو بالعدل بين الرجال والنساء قبل تنفيذ هذا الأمر، وقالت: خصصوا نصف العربات للنساء واكتبوا على عربات الرجال للرجال فقط، وهنا فقط يمكن تطبيق مثل هذا القرار الخاطئ.
وقالت أخرى، بدلا من أن تقف شرطة المحطة لمنع ركوب السيدات عربات الرجال، عليهم بالامساك باللصوص والنشالين المنتشرين في المترو.
وتسببت ثورة النساء على هذا التصرف الغريب من قبل شرطة المترو، في انسحاب أفراد الشرطة النسائية والرجال الذين حاولوا تطبيق هذا الأمر، وطلبت منهن السيدات عرض وجهة نظرهن على المسئول الذي أصدر القرار الغريب مستحيل التطبيق.
في النهاية.. كراهية بعض الرجال للمرأة وتمني عدم ركوبهن معهم في العربات الخاصة بهن، يمكن أن يكون مُتفهما من البعض، وله ما يبرره عند البعض الآخر، فقد رأيت بعيني أمراة تقع عقب نزولها من المترو، فتحوقلت أي قلت لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذ برجل كبير يقول لي باللفظ “سيبها تستاهل” وكانت هذه الجملة بداية لسرد تاريخي عن النساء وكانت القصة الأبرز هي قصة أمراة العزيز وكيدها، تفهمت في هذا الوقت ما كان يحدث للرجل في بيته، وعلمت أن هناك نساء جبابرة يشعلون البيوت نارا على أزواجهن.

تعليقات
إرسال تعليق